مشهد يعكس هويةً وتاريخًا عريقًا

اهتمام عالمي بالبشت الخليجي في لقطة ميسي التاريخية

الإثنين ١٩ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ١١:٤٦ صباحاً
اهتمام عالمي بالبشت الخليجي في لقطة ميسي التاريخية
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

احتفى العالم بمشهد تسلم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأس العالم مرتديًا البشت الخليجي، في لقطة هي الأبرز خلال مسيرته الفنية، ومن الأبرز في تاريخ كرة القدم.

اهتمام عالمي

وظهر النجم الأرجنتيني مرتدياً العباءة (الزي القطري التقليدي)، خلال مراسم التتويج بلقب المونديال في نسخته الـ22؛ ما أثار تفاعلًا في الصحافة العالمية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تم تداول هذه اللقطات على نطاق واسع.

وجاء ارتداء النجم ليونيل ميسي للبشت الخليجي الشهير، أثناء استلام كأس العالم لكرة القدم، ليعكس الهوية العربية لهذه النسخة من البطولة.

أمير قطر وميسي والبشت

مشهد فريد

وتوج منتخب الأرجنتين بلقب كأس العالم بفوزه على فرنسا بركلات الترجيح بنتيجة 4-2 عقب نهاية المباراة بالتعادل 3-3، ليحقق ميسي حلمه في حمل الكأس التي ظلت عصية عليه طوال مسيرته الكروية الطويلة، رغم ما حققه من بطولات وألقاب أخرى.

وقالت “مترو”، أشهر صحف التابلويد البريطانية، كان هناك مشهد فريد في نهائي كأس العالم حيث ارتدى ليونيل ميسي البشت الخليجي من أجل حمل كأس العالم في مشهد تاريخي سيظل محفور في أذهان الأجيال القادمة.

رمز تاريخي

وأضافت الصحيفة: خلال مراسم التتويج، قام الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر والسويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بوضع البشت الخليجي على جسد ميسي. وهو قطعة ملابس تقليدية في العالم العربي تم ارتداؤها منذ آلاف السنين.

وأفادت الصحيفة بأنها ليست قطعة ملابس يومية، بل يتم استخدامها للمناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف وعادة ما يتم ارتداؤها كرمز للمكانة من قبل العائلة المالكة والأثرياء.

نجم مضيء

وعلقت صحيفة سيدني مورنينج هيرالد قائلةً: ارتدها بالطريقة التي تريدها، في إشارة إلى ارتداء ميسي للبشت خلال تسلمه كأس العالم.

وأضافت الصحيفة الأسترالية: عندما تكون نجمًا مضيئًا مثل ليونيل ميسي ، يسعى الجميع إلى الاستمتاع بتوهجك. حتى أن أمير قطر  الذي اختار لحظة تنصيب ميسي كفائز بكأس العالم ليمنحه بشتًا أسود، وهو عباءة تقليدية موجودة في المجتمعات العربية منذ آلاف السنين، وجاءت لقطة ميسي لتخلد ذكر هذه العباءة الخليجية.

جذور البشت

البشت، أو المشلح أو العباءة، هو من أقدم وأفخم الملابس الرسمية في دول الخليج، كما ينتشر في أجزاء واسعة من العراق وبلاد الشام، فضلا عن مناطق عربية وأفريقية أخرى، ترى فيه تعبيرا عن الوجاهة والفخامة، وتعتبره بمثابة زي رسمي للمسؤولين والأعيان، كما يخضع لمراسيم وبروتوكولات رسمية صارمة في بعض الدول تحديد قواعد ارتدائه.

ورغم تشابه السمت الرئيسي للبشت الخليجي، إلا أن تفاصيله تختلف من دولة إلى أخرى، كما أنه تقاليد وكيفية ارتدائه تختلف هي الأخرى من منطقة إلى أخرى، لكن الجميع يتفق على أنه زي المناسبات الرسمية، وإن كان بعض المسؤولين قد يتخفف منه أحيانا كدلالة على البساطة وكسر القيود الرسمية.

في الماضي، كان يتم صنع البشت من صوف الماعز أو وبر الجمال، ثم مع مضي الزمن جرى الاستعانة بأفخم وأرقى الأقمشة والخيوط، خاصة تلك المصنوعة من الفضة، كما بقيت مهنة صناعة البشوت من المهن المحلية التراثية التي يتم توارثها من جيل إلى آخر.

ألوان البشت

تتدرج ألوان البشت ما بين الرمادي والأسود والبني والبيج، كما أن هناك بشوت صيفية وأخرى شتوية، والأخيرة تتميز بطبقة سميكة من الوبر والصوف.

وتشتهر مناطق بعينها بصنع اليشوت، كما هو الحال في منطقة الأحساء بالمملكة، التي تشتهر بصنع البشت الحساوي، وهو من أغلى وأفخم البشوت الخليجية. وهناك أنواع أخرى شهيرة من البشت مثل: اللندني، والياباني، وياباني ديلوكس، وسوبر ياباني، والدورقي، والنجفي، والسويسري.