بعد إلغاء كل قيود الوباء

بكين تفتح مطاراتها وحدودها أمام العالم رغم انتشار كورونا

الأحد ٨ يناير ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٣٠ مساءً
بكين تفتح مطاراتها وحدودها أمام العالم رغم انتشار كورونا
المواطن - فريق التحرير

فتحت الصين الحدود أمام المسافرين الدوليين للمرة الأولى منذ ظهور وباء كورونا، مما يسمح للقادمين من الخارج بدخول البلاد دون الخضوع لإجراءات الحجر الصحي ويسمح للصينيين بمغادرة البلاد.

موجة جديدة

يأتي إلغاء القيود والإجراءات الاحترازية الصينية ضد الوباء وسط موجة جديدة من انتشار فيروس كورونا في الكثير من المدن على مستوى البلاد.

ويتزامن إلغاء قيود السفر، التي كانت تستهدف احتواء الوباء، مع أكبر موسم للسفر في الصين الذي تزدحم فيه منافذ الخروج الدخول والخروج من البلاد للاحتفال بالعام القمري الصيني.

وكانت المطارات الصينية والحدود مع هونغ كونغ قد شهدت لقاءات عاطفية أثناء لم شمل أسر أصدقاء كثيرين كانوا يعانون من قيود السفر المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا.

وعبر الكثير من المسافرين، في الدفعات الأولى التي دفقت على المطارات والمنافذ الحدودية في الصين، عن ارتياحهم لعدم الاضطرار للخضوع لإجراءات الحجر الصحي التي كانت تمثل جزء أساسيا من الحياة أثناء تطبيق بكين لاستراتيجية “صفر كوفيد”.

وفي هونغ كونغ، التي أعلن فتح الحدود بينها وبين الصين، أشارت تقارير إلى أن حوالي 400 ألف شخص يخططون للسفر شمالا إلى الصين في الأسابيع الثمانية المقبلة.

وبمجرد الإعلان عن إلغاء قيود السفر، أقبل الصينيون بكثافة على خطط السفر إلى خارج البلاد وقضاء العطلات بعد حوالي ثلاث سنوات من العزلة عن العالم بسبب الوباء، وهو ما أدى إلى زيادة كبيرة في الاستفسارات عن تفاصيل الرحلات والعطلات على مواقع السفر المشهورة.

قيود غير مقبولة

ودفع الإقبال الكبير على السفر من جانب الصينين بعد رفع القيود عددًا كبيرًا من دول العالم إلى إخضاع القادمين إليها من الصين لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا.

ووصفت الصين القيود التي فرضتها دول أخرى على دخول الصينيين إليها بأنها “غير مقبولة” رغم استمرارها في منع السائحين الأجانب والطلاب الدوليين من الدخول إليها.

ويتوقع على نطاق واسع أن تشهد البلاد ارتفاعًا حادصا في معدل انتشار العدوى في الفترة المقبلة بالدخول في العام القمري الجديد، إذ يسافر ملايين الصينيين من المدن الكبرى – التي تشهد انتشارًا واسع النطاق للوباء – إلى المناطق الريفية لزيارة أقاربهم المسنين الأكثر عرضة للخطر حال الإصابة بالفيروس.

الحد من الانتقادات

وتحركت السلطات في بكين للحد من الانتقادات التي تواجهها بسبب الإلغاء الفوضوي لاستراتيجية “صفر كوفيد”، إذ أكد موقع وايبو الصيني للتواصل الاجتماعي – البديل لموقع تويتر للتواصل الاجتماعي – حظر 1120 حسابًا بسبب “إساءة إلى خبراء وعلماء”.

وكانت خطوة إلغاء قيود السفر وراء حالة من البهجة في المطارات والمنافذ الحدودية الصينية، إذ قالت وو، 20 سنة التي كانت تنتظر صديقا لها في مطار بكين، لوكالة أنباء فرانس برس: “أول ما نقوم به هو أن نطلب الطعام. إنه إحساس رائع، إذ لم نلتق منذ وقت طويل”.

وأردفت: إنهم يدرسون هناك، ويمكننا أن نلتقي بهم في بكين، فقد مر عام على آخر لقاء لنا.

وتابع يانغ، الذي وصل من الولايات المتحدة إلى مطار شنغهاي، للوكالة الفرنسية: “ليست لدي فكرة عن ذلك”، في إشارة إلى أنه لم يسمع بإلغاء قيود السفر الصينية.

استجابة السلطات

وأردف يانغ: “كنت سأعتبر نفسي محظوظًا للغاية إذا اضطررت للخضوع للحجر الصحي ليومين، لكن الأمور تغيرت تمامًا ولم يعد هناك حجر صحي على الإطلاق، ولا إجراءات ورقية، فقط نخرج من المطار ببساطة كما كان يحدث في الماضي”.

واستجابت السلطات الصينية لمطالب الاحتجاجات التي سادت البلاد العام الماضي بإزالة القيود المحلية المجحفة والإجراءات الاحترازية ضد الوباء.

ومنذ ذلك التغيير المفاجئ في استراتيجية الدولة في هذا الشأن، ارتفع معدل انتشار العدوى في العديد من المدن وسط مخاوف حيال زيادة معدل الإصابة في المناطق الريفية مع استمرار موسم العطلات.