بغداد تسجل أعلى معدل اختفاء قسري بالعالم

اكتشاف مقابر جماعية وآلاف الجثث مجهولة الهوية بالعراق

الإثنين ١٣ مارس ٢٠٢٣ الساعة ١١:٢٤ صباحاً
اكتشاف مقابر جماعية وآلاف الجثث مجهولة الهوية بالعراق
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

كشفت تحقيقات العثور على العشرات من المقابر الجماعية، التي تشهد على حقبة دموية شهدتها العراق خلال فترة داعش وما قبلها، حيث وقعت مئات الآلاف من جرائم القتل والاختفاء القسري بحق المواطنين.

اكتشاف آلاف الجثث

ومع استمرار عمليات استخراج الجثث، تم ارتكاب المزيد من الفظائع بسبب الصراع الطائفي وصعود وسقوط الجماعات المسلحة، مثل القاعدة ومتشددي التنظيمات الإرهابية، وكذلك الميليشيات الشيعية.

ويعد العراق صاحب أعلى معدل اختفاء قسري في العالم، وفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تقول إن التقديرات الإجمالية تصل إلى مئات الآلاف من الأشخاص المفقودين.

جرائم مروعة

ويعد العراق صاحب أعلى معدل اختفاء قسري في العالم، وفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر ، التي تقول إن التقديرات الإجمالية تصل إلى مئات الآلاف من الأشخاص المفقودين.

وقتلت قوات الرئيس الراحل صدام حسين عشرات الآلاف من العراقيين خلال فترة حكمه، في نهاية حرب الخليج عام 1991. وروى شاب عراقي يدعى محمد تفاصيل واقعة مفجعة ارتكبتها قوات الرئيس الراحل بحق عدد من المواطنين الذين أجبروهم على الركوع على ركبهم بجوار خنادق حفرت بإجراءات موجزة في ضواحي مدينة النجف الجنوبية، وأُطلق عليهم الرصاص.

مقابر جماعية

وتم استخراج رفات 46 شخصًا من الموقع، الذي أصبح الآن محاطًا بالمزارع، ويعتقد أن المزيد من الجثث لا تزال هناك، مجهولة الهوية.

وأعلنت مؤسسة الشهداء، هيئة حكومية معنية بالتعرف على الضحايا وتعويض أقاربهم، عن اكتشاف أكثر من 260 مقبرة جماعية حتى الآن، ولا يزال العشرات منها مغلقًا، بسبب قلة الموارد لمثل هذه المهمة الضخمة بوزارة الصحة في بغداد، فيما يقوم فريق واحد مؤلف من 100 شخص فقط بمعالجة الرفات من المقابر الجماعية في كل مرة.

رفات الضحايا

وقالت رئيسة قسم تحليل واكتشاف الرفات ياسمين صديق، إنهم حددوا وطابقوا عينات الحمض النووي لنحو 2000 فرد من بين حوالي 4500 جثة تم استخراجها.

كانت رفوف غرفة التخزين الخاصة بالقسم عبارة عن بقايا رفات ضحايا الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 – جماجم وأدوات وأشياء أخرى قد تساعد في التعرف على الضحايا.

نشر أسماء الضحايا

قال مهدي إبراهيم ، المسؤول في مؤسسة الشهداء، لوكالة رويترز، إن فريقه يتعرف كل أسبوع على حوالي 200 ضحية جديدة. ويتم نشر الأسماء عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فيما عالجت المؤسسة حتى الآن حوالي نصف مليون وثيقة بحوزتها، وهي مجرد جزء بسيط من أرشيف العراق المبعثر. تحتفظ الحكومة بمعظم وثائق عهد حزب البعث، بينما تم إتلاف وثائق أخرى بعد ذلك.

ونوه تقرير رويترز إلى أن المجازر التي ارتكبها مقاتلو تنظيم داعش، الذين استولوا على جزء كبير من شمال العراق لمدة ثلاث سنوات منذ عام 2014، تم منحها الأولوية من قبل فرق البحث والاستكشاف.

وتقول مؤسسة الشهداء إن عمليات القتل والاختفاء القسري أسفرت عن سقوط نحو 2000 بينهم 1200 قتيل و 757 في عداد المفقودين.

وقال أحمد بن شمسي من هيومن رايتس ووتش: “يجب على الحكومة العراقية اتخاذ جميع الخطوات لتحديد مكان المختفين ومحاسبة الجناة”.