سبب صدمة في عالم المعادن

بلومبيرغ تفجر مفاجأة مدوية: جي بي مورغان زور النيكل بصخور مطلية

الأربعاء ٢٢ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٢:٣٠ مساءً
بلومبيرغ تفجر مفاجأة مدوية: جي بي مورغان زور النيكل بصخور مطلية
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

فجرت وكالة بلومبيرغ مفاجأة مدوية حيث قالت إن بنك جي بي مورغان كان لديه نيكل مزيف متابعة: إذا كنت ترغب في صنع بطاريات أو سيارات، فستحتاج إلى النيكل، وإذا اشتريت بعضه من التاجر وسلمه لك وفتحت الصندوق ووجدته مليئًا بالصخور المطلية ليبدو مثل النيكل، فسوف تشعر بخيبة أمل بلا شك، فلن تتمكن من صنع بطارية أو سيارة بصندوق من الصخور.

ماذا حدث؟

إذا كنت تعمل في مجال تصنيع البطاريات أو السيارات، فقد ترغب في التحوط من تعرضك لأسعار النيكل العالمية من خلال تداول العقود الآجلة للنيكل في بورصة مثل بورصة لندن وإذا كنت أنت شخصيًا أحد صناديق التحوط أو بنكًا يتطلع إلى أسعار السلع الأساسية، فسترغب في تداول العقود الآجلة للنيكل.

بلومبيرغ تفجر مفاجأة مدوية جي بي مورغان زور النيكل بصخور مطلية

هذه العقود الآجلة هي في البداية والنهاية عبارة عن ورق، أي أن المستثمر لا يمسك بيده نيكل حقيقي، وهذه تجارة مالية بحتة، فإذا ارتفع سعر النيكل الآن وحتى انتهاء العقود الآجلة، فإنك ستحصل على أموال مدفوعة وإذا انخفض فأنت ستدفع المال، أما عن شراء النيكل كمعدن للبطاريات أو السيارات فيتم ذلك من خلال القنوات الصناعية العادية، حيث يقوم تاجر النيكل الخاص بك بتوصيل النيكل بالأنواع والكميات التي تحتاجها، والهدف من العقود الآجلة هو مجرد التحوط المالي لتكلفة شراء النيكل الفعلي.

وبالطبع لكي تعمل العقود الآجلة، يجب أن يكون لديهم بعض الارتباط بالنيكل الفعلي، هذه حقيقة لا جدال فيها، كما يمكن أيضًا باعتبارك مالكًا للعقود الآجلة أن تدفع فارق الأموال وتستلم النيكل.

بلومبيرغ تفجر مفاجأة مدوية جي بي مورغان زور النيكل بصخور مطلية

بعد سرد هذه الحقائق والخلفية الاقتصادية، يمكن فهم ما حدث الأحد الماضي، إذ ظهرت خمس شاحنات مليئة بالنيكل في الصباح خارج المكتب وتم تسليم المعدن إلى أحد المخازن التي يتعامل معها البنك، لكن المفاجأة أنها لم تكن من النيكل.

هناك مستودعات معينة تابعة لبورصة لندن للمعادن والتي تخزن كمية معينة من النيكل نيابة عن تجار عقود النيكل الآجلة، وتقوم بتسليم النيكل عند انتهاء صلاحية العقد، وتمنح البورصة كودًا، وبحسب بلومبرغ، فإن هذا يعني أنه إذا حدث تسلل أو اختراق وتمت سرقة النيكل واستبدلها بالحجارة فسيستمر سوق العقود الآجلة إلى أجل غير مسمى في جهل هنيء.

وتابع تقرير بلومبرغ: إذا ذهبت إلى مستودع لإخراج بعض النيكل واكتشفت أنه صخور، فهذا سيء؟ أم سيء جدًا؟ أم أنه أمر ليس بهذا السوء؟ أم مضحك؟

وأضافت: يمتلك جي بي مورغان JPMorgan Chase & Co عقود النيكل في بورصة لندن للمعادن والتي تبين أنها مدعومة بأكياس من الحجارة بدلاً من المعدن، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

صدمة في عالم المعادن

وقد أعلنت بورصة لندن للمعادن الأسبوع الماضي أنها ألغت تسعة عقود من النيكل، تبلغ قيمتها حوالي 1.3 مليون دولار، بعد اكتشاف مخالفات في مستودع معين، وأفادت بلومبيرغ أنها مملوكة لشركة Access World، وقد قوبلت الأخبار بصدمة في عالم المعادن، لأن عقود بورصة لندن للمعادن يُنظر إليها عمومًا على أنها لا تقبل الشك.

كان جي بي مورغان هو صاحب العقود التسعة المبطلة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

كيف تم اكتشاف الخدعة؟

لطالما لعبت الصدفة دورها في التاريخ، وهذا ليس استثناءً، اشترت شركة JPMorgan، التي لا تصنع البطاريات أو السيارات، أكياسًا من النيكل الخام  منذ سنوات، لكن ذات يوم قام عامل مستودع بضرب إصبعه قائلًا: هذا ليس الصوت الذي يصدره النيكل عند ركله وفتح الأكياس ووجد الصخور، تمامًا مثل مشهد سينمائي.

وبالفعل اعترفت بورصة لندن للمعادن LME بكل نزاهة أن بعض النيكل لم يكن نيكلًا وحولت الأمر لـ جي بي مورغان.

ومن غير الواضح ما إذا كان البنك ارتكب خطأ بشكل واضح أم لا، فربما جرت الأمور على ما يرام وكان الخطأ من المستودع، لكن بلا شك يتحمل بنك جي بي مورغان الجانب الأكبر من الخطأ، أمر آخر غير واضح هو كمية النيكل المزور، حيث اكتفت بلومبيرغ بذكر معلومة أنه تسعة عقود من النيكل، تبلغ قيمتها حوالي 1.3 مليون دولار دون توضيح الكمية بالكيلوغرام.