صفقة أسلحة ضخمة بين كوريا الشمالية وروسيا

الأسلحة مقابل تكنولوجيا الفضاء أهم ما تضمنه لقاء بوتين وكيم

الأربعاء ١٣ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١١:٣٨ مساءً
الأسلحة مقابل تكنولوجيا الفضاء أهم ما تضمنه لقاء بوتين وكيم
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

قال فلاديمير بوتين: إن روسيا تدرس وتناقش بعض الأنشطة العسكرية مع كوريا الشمالية، وذلك في أعقاب قمة بدا فيها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون حليفًا قويًّا وحيويًّا لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

بوتين وكيم يواجهان عزلة دولية

والتقى الزعيمان في قاعدة فوستوشني في أقصى شرق روسيا، حيث يواجه البلدان عزلة دولية بسبب غزو موسكو لأوكرانيا وبرنامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.

وجاء الاجتماع بعد أن حذر مسؤولون أمريكيون من أن روسيا وكوريا الشمالية تتقدمان بنشاط في صفقة أسلحة محتملة يمكن أن توفر بيونغ يانغ أسلحة لموسكو لاستخدامها في حربها المتعثرة في أوكرانيا مقابل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الخاضعة للعقوبات، بحسب شبكة ” سي إن إن”.

التعاون العسكري

وسُئل بوتين عما إذا كان قد ناقش التعاون العسكري الفني مع زعيم كوريا الشمالية كيم خلال اجتماع القادة. وفي رده، أقر بوتين بتعزيز علاقات التعاون والصداقة مستقبلًا بين البلدين. وقال للصحفيين في وقت لاحق: إنه يرى إمكانات للتعاون العسكري مع كوريا الشمالية.

وقال بوتين: إن موسكو ستساعد كوريا الشمالية على بناء أقمار اصطناعية، ملمحًا إلى أن البلدين قد يناقشان أيضًا التعاون العسكري. وأضاف الرئيس الروسي لقناة روسيا 1 الحكومية: “حسنًا، هناك قيود معينة، وروسيا تلتزم بكل هذه القيود. لكن هناك أشياء يمكننا بالطبع التحدث عنها ومناقشتها والتفكير فيها”.

عشاء رسمي

وقال كيم، قبل تناول عشاء رسمي مع بوتين: إنه “متأكد من أن الشعب الروسي وجيشه سيخرجان منتصرين في المعركة لمعاقبة قوى الشر التي تسعى بطموح إلى الهيمنة والتوسع”.

وأضاف كيم: إن “الجيش الروسي وشعبه سيرثون النصر المشرق وسيظهرون سمعتهم على خط المواجهة في العملية العسكرية”، وهي العبارة التي تستخدمها موسكو لوصف حربها ضد أوكرانيا.

كيم حليف قوي لروسيا

وقال كيم: “سأقف دائمًا إلى جانب روسيا”، مشيدًا بموسكو لوقوفها ضد القوى المهيمنة للدفاع عن سيادتها وأمنها، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة والغرب.

وأظهر مقطع فيديو نشره الكرملين، اليوم الأربعاء، الزعيمين يتصافحان قبل القيام بجولة في مركز الفضاء ومجمع الصواريخ المجاور، حيث يتم تجميع مركبات الإطلاق واختبارها، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الروسية.

تكنولوجيا الفضاء مقابل السلاح

لقد جعلت كوريا الشمالية تكنولوجيا الفضاء أولوية لها، ولكن أمامها بعض الطرق التي يجب أن تقطعها، بعد أن حاولت وفشلت مرتين هذا العام في إطلاق قمر صناعي للتجسس إلى مداره.

وشدد كيم أيضًا على دور الأقمار الصناعية العسكرية كوسيلة لحماية السلامة الوطنية والاستقرار الإقليمي، وتحدث عن قيمتها الإستراتيجية عند نشر القوة العسكرية بشكل استباقي، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية في إبريل.

وقالت شبكة “سي إن إن”، في تقريرها: إن توفير هذه التكنولوجيا لكوريا الشمالية سيكون انتهاكًا للعقوبات الدولية، التي تهدف إلى إعاقة قدرة بيونغ يانغ على بناء أسلحة نووية وقوة صاروخية باليستية تعمل بكامل طاقتها.

مكاسب تكتيكية

ويحمل الاجتماع في قاعدة الفضاء بعدًا رمزيًّا خصوصًا أن بيونغ يانغ فشلت مرتين أخيرًا في محاولة وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في المدار، بحسب مراقبين.

وتسعى روسيا للوصول إلى مخزون كوريا الشمالية من قذائف المدفعية، في حين تبحث بيونغ يانغ عن المساعدة في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، وتحديث معداتها العسكرية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، حسب ما قال لوكالة “فرانس برس” آن تشان إيل، مدير المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية.