القتال سيغير التوازن الجيوسياسي في منطقة جنوب القوقاز

القصة الكاملة لعملية أذربيجان العسكرية في قرة باغ وأول رد أمريكي

الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١:٣٧ صباحاً
القصة الكاملة لعملية أذربيجان العسكرية في قرة باغ وأول رد أمريكي
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

أصدرت الإدارة الأمريكية أول تعليق لها، بعد اشتعال الأوضاع بين أرمينيا وأرذربيجان مجددًا، وسط عملية عسكرية في منطقة إقليم ناغورني قره باغ، وهي خطوة قد تنذر بحرب جديدة في المنطقة المضطربة.

أول رد أمريكية

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في أول تعليق له على الأحداث المشتعلة في قرة باغ عبر منصة “إكس”: “إن الأعمال العسكرية الغير المقبولة التي تقوم بها أذربيجان تهدد بتفاقم الوضع الإنساني في إقليم ناغورني قره باغ. وندعو إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وإلى الحوار المباشر.

وأظهرت لقطات تم تداولها على نطاق واسع العملية العسكرية التي شنتها أذربيجان، بعدما صرحت بأن ستة من مواطنيها لقوا حتفهم في انفجار لغمين أرضيين في واقعتين منفصلتين في قرة باغ واتهمت جماعات مسلحة أرمنية غير شرعية” بزرعهما. وقالت أرمينيا: إن هذه الاتهامات كاذبة.

سبب التصعيد بين أذربيجان وأرمينيا

وقال نسيمي أغاييف، سفير أذربيجان في ألمانيا، عبر منشور له بمنصة إكس: يشكل 10.000 جندي أرمني غير شرعي، تهديدًا خطيرًا للسلام والاستقرار، بعدما شاركوا في أعمال إرهابية ضد الشعب الأذربيجاني في منطقة قرة باغ، ويجب نزع سلاحهم وسحبهم بالكامل.

وحدث التصعيد بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قرة باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.

قيود صارمة على طريق قرة باغ

وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية تفرض قيودًا صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بقرة باغ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية في إدخال المساعدات على أساس أنه يستخدم في تهريب أسلحة.

ولم يتضح ما إذا كانت خطوات باكو ستؤدي إلى صراع واسع النطاق تنجرف له أرمينيا المجاورة أم أنها عملية عسكرية محدودة. لكن كانت هناك دلائل بالفعل على أن تداعيات سياسية ستحدث في يريفان، حيث تحدث رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، عن دعوات للانقلاب ضده.

قصف متكرر

وقد يغير القتال التوازن الجيوسياسي في منطقة جنوب القوقاز، التي تتقاطع فيها خطوط أنابيب نفط وغاز وحيث تسعى روسيا، المنشغلة بحربها في أوكرانيا، إلى الحفاظ على نفوذها في مواجهة اهتمام أكبر من تركيا التي تدعم أذربيجان.

وأمكن سماع دوي قصف متكرر في لقطات صورت في ستيباناكيرت عاصمة قرة باغ، التي تسمى خانكندي في أذربيجان، ونشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء.

قتلى العملية العسكرية

وقال المحقق المعني بحقوق الإنسان التابع للانفصاليين في قرة باغ، غيغام ستبانيان: إن 25 قتلوا في الإقليم خلال العملية العسكرية التي تنفذها أذربيجان. وأضاف أن اثنين من القتلى مدنيون. ولم يتسنَّ لـ”رويترز” التحقق بعد مما قال.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الإدارة الرئاسية في أذربيجان، قولها: إن باكو ستواصل ما تسميه إجراءات مكافحة الإرهاب في ناغورني قرة باغ “حتى النهاية” ما لم تستسلم الوحدات العسكرية الأرمينية وتسلم أسلحتها. وأضافت أن الرئاسة مستعدة للقاء مع ممثلي الأرمن الذين يسيطرون على الجيب الجبلي الانفصالي داخل أذربيجان.

رفع الراية البيضاء

وقالت: “غير أنه لكي تتوقف إجراءات مكافحة الإرهاب، يجب على التشكيلات العسكرية الأرمينية غير الشرعية أن ترفع الراية البيضاء، ويجب عليها تسليم جميع الأسلحة، ويجب حل النظام غير القانوني… وإلا فإن إجراءات مكافحة الإرهاب ستستمر حتى النهاية”.

وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان عن العملية عزمها على “نزع سلاح تشكيلات القوات المسلحة الأرمنية وتأمين انسحابها من أراضينا، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية”.

وقالت: إنها لا تستهدف إلا الأهداف العسكرية المشروعة باستخدام أسلحة عالية الدقة، وليس المدنيين في إطار ما وصفتها بأنها حملة لاستعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان. وأضافت أن المدنيين أحرار في المغادرة عبر ممرات إنسانية تشمل واحدًا يؤدي إلى أرمينيا.