الكاتب الأحمدي يطالب بإحالة جميع مدعي العلاجات الوهمية للادعاء العام

الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٠:١٣ صباحاً
الكاتب الأحمدي يطالب بإحالة جميع مدعي العلاجات الوهمية للادعاء العام

المواطن – الرياض

طالب الكاتب والصحفي فهد عامر الأحمدي بمنع الممارسات العلاجية غير المثبتة والتي يمتهنها البعض بغرض الربح، خاصة بعد واقعة إيقاف الصحة لأحد مدعي العلاج بالكي والتحقيق معه، بعد تسببه بتشوهات جسدية لضحاياه.

وأكد الأحمدي، في مقال له بصحيفة الرياض بعنوان “العلاجات غير المثبتة علمياً يجب أن تمنع قانونياً”، أن ما يحدث اليوم من مدعي العلاج وبيع الأوهام لا يمت للطب بصلة، مطالباً بالتحقيق وإحالة أمثال هؤلاء للادعاء العام.. وإلى نص المقال:

خطوة جميلة اتخذتها وزارة الصحة بإيقاف أحد أدعياء العلاج بالكي وإحالته إلى هيئة التحقيق في القصيم.. والعجيب ليس إحالة المدعى عليه للتحقيق، بل السكوت عن هذه الممارسات طوال عقود.. السكوت عن مدعين أحرقوا الأجساد وشوهوا الوجوه وباعوا الناسَ أوهام الشفاء.. يحتجون بالمقولة العربية الشهيرة (آخر العلاج الكي) ويروجون لها كحديث صحيح .. ولكن الحديث الصحيح ينهى عن الكي صراحة كما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم (الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي)..

ما نراه اليوم لا يمت للطب بصلة ويعتمد في أفضل حالاته على البلاسيبو أو التأثير الوهمي. تجارة وهمية (تسبب تشوهات جسدية) لا تقوم على أساس علمي وتنجح فقط مع أمراض زائلة بطبيعتها..

ما أثار استغرابي ليس الحكم على مدعي العلاج بالنار، بل عدم إحالة جميع المدعين أمثاله في مدن المملكة إلى الادعاء العام .. أليس من نافلة القول أن العلاجات غير المثبتة علمياً يجب أن تمنع قانونياً؟ هل تسمح وزارة الصحة (أو الخدمة المدنية) بتعيين أي طبيب دون شهادة أكاديمية وبعد أن تتأكد من صحة شهادته (وتجيزه هيئة التخصصات الطبية) ؟ هل تسمح بتعيينه في غير التخصص الذي تخرج منه أو تدرب عليه؟

إذاً كيف نسمح لمدعين (لا يعرف بعضهم كيف يكتب اسمه) بعلاج الناس دون شهادة أو تخصص طبي؟.. كيف نسمح لهم بخداع الناس وادعاء علاج طائفة واسعة من الأمراض بعضها لم يكتشف له علاج في الدول المتقدمة – الادعاء الأخير “علاج جميع الأمراض” يكفي لإقامة دعوى احتيال عليه ـــ كونه غير مقبول حتى من طبيب قضى عمره في أرقى الجامعات العالمية!

… ما أقدمت عليه وزارة الصحة خطوة في الاتجاه الصحيح، أرجو ألا تجهض في محلها.. وأقول هذا لأن إمارة إحدى المناطق اضطرت (قبل 13 عاماً) للتراجع عن منع طبيب شعبي من ممارسة العلاج بالكي والخلطات السرية، بسبب ضغوط الناس وأعيان المنطقة.. كان مثل جميع أطبائنا الشعبيين يعالج كل الأمراض ويملك جميع الأدوية الشافية ــ ومع هذا مات بتليف الكبد في أحد مستشفيات القاهرة..

ما حدث في القصيم يجب أن نراه في كافة مناطق المملكة .. يجب أن يشمل تجار الوهـم من أدعياء الرقية، والعطارة، والطب الشعـبي، واستخراج العفاريت من باطن القدم… إن كان لأحدهم معرفة حقيقية فليتقدم إلى هيئة التخصصات الصحية لاختباره وتقييم أساليبه في العلاج (لعلنا ننال بسببه جائزة نوبل في الطب)..

وحتى يفعلوا ذلك يظل حرق الأجساد جريمة، والبصق على المريض إهـانة، أما ضرب مرضى الصرع، والانفصام النفسي، بدعوى استخراج الجن ففيه تهـييـج للمريض وزيادة حالته سوءاً (ومن يعرف مريضاً لم تنتكس حالته بعدها فـليخبرني)…

أما الأسوأ من هذا كله فهو أن يتحرج أصحاب القرار من منعهم أو محاسبتهم بسبب سمعتهم المدوية بين الناس…