باباراتزي الحوادث.. مطاردون يبحثون عن الشهرة على حساب الدم والجثث!

الثلاثاء ١٣ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٥:٠٨ مساءً
باباراتزي الحوادث.. مطاردون يبحثون عن الشهرة على حساب الدم والجثث!
يتقمصون أدوار المصور المحترف، ويتباهون بما رصدته عدساتهم، ثم يتبادلون وينشرون المواد الدسمة من صور وفيديو، وهذا ليس لشيء سوى أغراض الشهرة والإكشن، حتى وإن كانت على حساب إنسانية الإنسان وحرمته، بل وينصبون أنفسهم “الباباراتزي” صاحب اللقطة المثيرة والأكثر تداولًا لتصبح ظاهرة تحولت إلى عادة مألوفة وبدأ يتقبلها البعض رغم مساوئها وبشاعتها.
هواية لمن لا هواية له:
وظاهرة باباراتزي الحوادث والعنف، هي كالهواية لمن لا هواية له، فكم من مشهد وصور تداولناها واختلف مضمونها الحقيقي عن زيف وكذب وتأليف ملتقطها، وكم من قلوب اعتصرت ألمًا وهي ترى ذويها  غارقين في الدماء، لتجتاح الصور بعدها بسرعة البرق وسائل التواصل الاجتماعي!

ظاهرة الباباراتزي في عين المجتمع:

وأكد فهد اللغضيم، أن مع الأسف انتشرت في مجتمعنا مؤخرًا ظاهرة دخيلة مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ألا وهي ظاهرة التصوير ثم النشر، حيث بات سوء استخدام كاميرات الهواتف النقالة أمرًا مزعجًا للجميع ويسبب الكثير من المشاكل، لتشكل مقاطع الفيديو والصور فضائح وشائعات جراء تصوير عشوائي ونشر للمواد المصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

رأي قانوني: 

ومن جهة أخرى، صرح المحامي والمستشار القانوني، نايف الخربوش، أن تصوير الحوادث سواء كانت مرورية أو حوادث غرق أو حريق، دون مراعاة لأوضاع المصابين، يعرّض المصور للعقوبات المندرجة تحت نظام الجرائم المعلوماتية.

وأضاف أن هذه المخالفات تعدّ جريمة في حق النظام العام وتمثل انتهاكاً لحرمة الحياة الخاصة، وتتنافى مع القيم والآداب العامة، لافتاً إلى أن مرتكبي تلك الجرائم، تطالهم العقوبة بالسجن لمدة لا تزيد على 5 سنوات وغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

هوس: 

ووصف عبدالله القحطاني، التصوير بأنه أصبح “هوسًا”، أكثر من هو ظاهرة لأن الأفراد جميعًا أصبحوا مهووسين به وخرج الأمر عن السيطرة إلا من رحم ربي، مبينًا أن هناك التصوير المضر أكثر من النافع التصوير الذي يتعدى على الحياة الخاصة للناس، ويدخل ضمن عقوبات محددة مذكورة في نظام الجرائم الإلكترونية، وأيضًا يتعدى التصوير ليستعمل ضد الشخص عن طريق الابتزاز للحصول على أشياء معينة من مال أو علاقة لا سمح الله غير شرعية.

وشدد على ضرورة وجود توعية قانونية بمخاطر التصوير العشوائي والنشر بقصد الكشف عن مخالفة ما.
وعلقت إحدهن، بقولها إن ظاهرة التصوير لها سلبياتها وإيجابياتها فمنهم من يصور بقصد التشهير، بينما البعض يصور لتوثيق الحدث وهذا مهم وفي صالحنا، مطالبة أن يكون هناك قرار صارم بمعاقبة أي مصور والتشهير به.
حدود للتصوير:
وأضافت: “نقيس على هذا الفعل بعض المشاهير الذين اشتهروا لا لشيء وأصبحوا يفتخرون بظهورهم في برنامج اليونا، ونفذت من ناحيتهم قرارات رائعة وصارمة ووضعت لهم النقاط على الحروف فأصبح لكل شخص حدود يقف عندها”.
أما فيصل الشراري، فشدد على أن هناك مواقف لا تغتفر للمصور مهما كان جرم الشخص – أي الطرف الآخر – مثل تصوير العسكر أو التحركات العسكرية أو شيء مما يخل بالأمن أو هيبته.