تجارة الأطفال بمفهوم آخر

الأربعاء ٢ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٦:٤٨ مساءً
تجارة الأطفال بمفهوم آخر

الخصوصية والحفاظ عليها في وقتنا الحالي ، كحفر حفرة عميقة ورمي من نريد الحفاظ فيها ، وإنشاء حرس خاص حولها ، ففي التقنية الحديثة شئنا أم أبينا ، لا بد أن نجاري الكل وليس البعض ، فهوس التقنية وصل بنا لمراحل متقدمة ، من الصغير حتى الكبير ، ليس هناك مشكلة إذا تم ضبط الموضوع وأن لا نجعلها كل همنا ، وحياتنا تدور في فلكها السحيق ، واستغلالها كدخل مادي وحيد ، وليست مشكلة بحد ذاتها إذا كان المنتج المعروض يستحق المال من الأساس ، الكارثة هي جر أطفالنا والزج بهم في جحيم هذه التقنية تحت مرآنا ، عن طريق عرض صورهم ، وصرف المبالغ على ملابسهم ، وشعرهم للحصول على ضعف هذا المبلغ إذا كانت الصور المعروضة عليها إعجابات ترضي لعاب الشركات الراعية ، حتى وصل بنا الأمر لعرض مقاطع رقصهم ، وعرضها على العام إنستقرام ، وسناب ، مع وضعهم تحت طائلة المحاسبة القانونية إذا تم وضع أي تعليق غير لائق عليها ، السؤال هنا هل المبالغ المادية التي حصلت عليها ، عن طريق عرض خصوصيتك والحصول على مبلغ مادي من أطفالك لإعالتك ، أو تصبح غنيًا يرضيك إذا كبرت وكبر أطفالك وكانوا هم السبب في نجاحك المادي ، وتراجعهم من الناحية التربوية والتعليمية ، ماذا لو تراجعت الأضواء عنهم بعد أن يكبروا لسبب أو لآخر ، من يتحمل ما سيحدث لهم من فجوة الشهرة حتى الوصول لمستوى أن لا أحد سيتعرف عليه ، مما سيجعله تحت طائلة الضغوطات النفسية التي تجعله يرغب بالعودة للشهرة أو قضاء بقية حياته مريضًا ، هل بات من الصعب علينا أن نجعلهم يعيشون حياتهم وطفولتهم بعيدًا عن التقنية السقيمة وحمايتهم منها ، وأن يتعلموا أن مصطلح خصوصية لحظاتهم السعيدة كالسحاب بعيدًا عن الكل ، وأن هناك فرقًا بينها وبين التعايش مع الكل وفق مفهوم إسقاط التكاليف في العلاقات الإنسانية وأنهم أطفال يستحقون الحنان من آبائهم لا المال.

@UmbrlaKSA

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني