السعوديات في عهد ملك الحزم والعزم يقدن خياراتهن في إطار هويّتهن الإسلامية ودورهن المجتمعي

الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٧:٠٧ صباحاً
السعوديات في عهد ملك الحزم والعزم يقدن خياراتهن في إطار هويّتهن الإسلامية ودورهن المجتمعي

حظيت المواطنة السعودية، باهتمام واسع النطاق بقدراتها وتنميتها، لاسيّما على مدار الأعوام الخمس الماضية، إذ تمكّنت من تحقيق ذاتها في مجالات عدة، وصولاً إلى القرار الملكي الصادر الثلاثاء، بالسماح لها بقيادة السيارة في شوارع المملكة، الأمر الذي توّج نجاحاتها المهنية والإنسانية، وأكّد ثقة المجتمع بها، وبتمسّكها بأصولها الإسلامية، وعادات وتقاليد بلادنا العريقة.

وسجّلت المرأة السعودية، انطلاقة قوية، وحضورًا مميزًا على المستويين المحلي والدولي، مع مطلع العام 2017، من خلال حصدها مزيدًا من الإنجازات والمناصب القيادية، التي كانت حكراً على الرجل إلى وقت قريب.

المرأة في عهد الملك سلمان:

وأصبحت المرأة في عهد خادم الحرمين الملك سلمان ـ أيّده الله ـ تقود خياراتها، وتنعم بكامل حقوقها الاجتماعية والعملية، من خلال العديد من الانتصارات، والتي نذكر منها:

الحياة السياسية: كان دخول المرأة إلى هذا المعترك عبر بوابة مجلس الشورى أولاً، إذ تمَّ تخصيص 20% من مقاعد المجلس للنساء، ليشاركن في اتّخاذ القرارات المهمة لصالح المواطن والمجتمع.

ويأتي هذا فضلاً عن ترشّحها للانتخابات البلدية، التي انتهت بفوز 17 مواطنة، بمقاعد في المجالس البلدية المختلفة. كما تم ولأول مرة، تعيين الأستاذة إيمان بنت عبدالله الغامدي، مساعد رئيس بلدية محافظة الخبر لتقنية المعلومات ورئاسة قسم الخدمات النسائية.

التمكين الاقتصادي: ولتحقيق هدف تمكين المرأة السعودية من ممارسة العمل الحر، وامتلاك المشاريع الصغيرة، جاء تعيين الأميرة البندري بنت عبدالرحمن بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، المدير العام لمؤسسة الملك خالد الخيرية، والأميرة مضاوي بنت مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة صندوق “ديم المناهل” في مجلس إدارة الصندوق الخيري الاجتماعي، الذي يعد مؤسسة خيرية تنموية، لتشجيع “الإنماء الاجتماعي”، وتقديم أفضل الخدمات للفئات المستفيدة منه، وتحسين معيشة المستهدفين عبر أساليب غير تقليدية، تقوم على تهيئة المناخ الملائم، والقوى البشرية من مستفيدي الضمان الاجتماعي، وإيجاد فرص عمل تتناسب وقدراتهم، وتحويلهم إلى طاقات منتجة في المجتمع.

السعودية ترفع الأخضر عاليًا في العلم:

ضمن قائمة النساء الأكثر تأثيراً في مجال تقنية المعلومات الصحية على مستوى العالم، حصلت المهندسة شريفة العبدالمنعم، رئيس قسم الخدمات الإلكترونية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض على جائزة من قِبل جمعية أنظمة المعلومات والإدارة للرعاية الصحية (HIMSS)، والتي تعترف بالنساء الأكثر نفوذاً في جميع مراحل تطور حياتهن المهنية والأشخاص الذين قدموا ومازالوا يقدمون المساهمات المهمة في مجال الرعاية الصحية.

وقد حصلت شريفة العبدالمنعم على درجة الماجستير في المعلوماتية الصحية والماجستير في التغذية الإكلينيكية والبكالوريوس في صحة المجتمع من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز، وهي من الشركاء المؤسسين وعضو فاعل في المجلس الوطني لإدارة جمعية “زهرة” لسرطان الثدي، كما أنها عضو في البرنامج السعودي الأميركي لتمكين المرأة والجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية، ولجنة المرأة السعودية للعلوم، والشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا.
إنجاز طبي بتوقيع الدكتورة خولة الكريع:

وبقيادة كبيرة علماء أبحاث السرطان، ورئيس فريق البحث العلمي الدكتورة خولة الكريّع، كشف مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عن دور جين يدعى MED12 في الإصابة بسرطـان القولون والمستقيم، وتعديل عمله الجيني مخبرياً للمساعدة في استجابة المرضى لعلاج (5FU) الكيماوي. وأجرى الفريق العلمي عملية مسح جيني لأكثر من 400 مريض سعودي للخروج بهذه النتيجة.

ويساعد الاكتشاف الأطباء في فحص المرضى قبل بدء العلاج الكيماوي، والتنبؤ بمدى استجابتهم للعلاج قبل البدء به، وإعطائهم بدائل أخرى في حال وجود عطب في الجين MED12، أما نتائج إدخال الجين إلى الخلية واستعادة قدرتها على العمل فيعد خطوة جيدة في تطوير علاج مخبري، قد يتطور إلى علاج قد يساهم في مساعدة مرضى سرطان القولون المصابين بهذا الخلل الجيني. وتم نشر نتائج البحث في مجلة القناة الهضمية (GUT) وهي الدورية العلمية الرسمية للجمعية البريطانية للجهاز الهضمي.
أول عميدة في جامعة حكومية:

وبقرار من وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى، تم تعيين البروفيسورة دلال محي الدين نمنقاني، عميدة لكلية الطب في جامعة الطائف، لتكون البروفيسورة نمنقاني أول أكاديمية سعودية تتولى منصب عميدةٍ لكليةٍ في جامعة حكومية سعودية، تضم أعضاءً في هيئة التدريس وطلاباً من الجنسين، باستثناء جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وهي جامعة خاصة بالبنات، فضلاً عن شغل أكاديميات ذات المنصب في كليات وجامعات أهلية. ولتكسر بذلك احتكار الرجال لمنصب العمادة في الجامعات الحكومية، حيث كان السلم الإداري للأكاديميات داخل الكليات يتوقف عند حدود منصب وكيل العميد.

سعوديات في أقوى مناصب القطاع المالي:

وتصدرت 4 سعوديات، عناوين الأخبار الاقتصادية، بعد توليهن مناصب قيادية تمنح للمرأة السعودية لأول مرة، إذ تولت سارة السحيمي رئاسة مجلس أقوى هيئة تنظيمية للسوق المالية في السعودية وخارجها “تداول”، لمدة 3 سنوات، وتشغل السحيمي حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي المالية، كما أنها عضو في مجلس إدارتها منذ آذار/مارس 2014. وفي أيلول/سبتمبر 2013 اختيرت لتكون من بين 16 عضواً في اللجنة الاستشارية لهيئة السوق المالية التي عملت فيها لمدة عامين.

وتمَّ تعيين رانيا محمود نشار رئيساً تنفيذياً لمجموعة سامبا المالية. وتعتبر نشار من أبرز الكفاءات في القطاع المصرفي، وتملك خبرة واسعة في الأعمال المصرفية تمتد إلى قرابة 20 عاماً، كما أنها أول سعودية تحصل على شهادة اختصاصي معتمد في مكافحة غسل الأموال من جمعية اختصاصي مكافحة غسيل الأموال المعتمدين من الولايات المتحدة الأميركية.

فيما أعلن البنك العربي الوطني السعودي تعيين لطيفة السبهان مديراً مالياً للبنك. وشكَّل مجلس الغرف السعودية أول لجنة وطنية متخصصة في الإحصاء على مستوى السعودية برئاسة خلود بنت عبد العزيز الدخيل، وتعد اللجنة الأولى من نوعها في الإحصاء على مستوى السعودية، ويتمثل دورها في تنظيم العلاقة بين الهيئة العامة للإحصاء وبين الجهات العامة ذات العلاقة والقطاع الخاص، وزيادة التنسيق فيما بينها في مجال الإحصاء والمعلومات.

سعودية ضمن 18 امرأة حول العالم:

وفي إنجاز جديد، يضاف إلى رصيد إنجازات المرأة السعودية، تم تكريم الدكتورة رشا بنت فهد البواردي، بصفتها أول سعودية باحثة في مستشفى ماساشوستس ومركز أبحاث القلب والشرايين في جامعة هارفارد، وأول سعودية متخصصة في تغيير صمام القلب بالقسطرة.

السعوديات دوليًا:

وعلى المستوى الدولي، جرى انتخاب الدكتورة دينا أحمد الطيب عضواً في مجلس أمناء جامعة تفتس بالولايات المتحدة الأميركية، لتكون أول سعودية يتم انتخابها لتولي المنصب، وقد تم اختيارها أيضاً عضواً في الأكاديمية الأمريكية لعلوم اللثة.

وللدكتورة دينا سيرة ذاتية حافلة بالنشاطات ضمن رابطة خريجي كليات طب الأسنان، وقد كانت لفترة قريبة أستاذاً زائراً لكلية طب الأسنان، ومدرِّباً زائراً لقسم اللثة في الجامعة.

قرارات حكومية لصالح المواطنة السعودية:

ومن القرارات الحكومية التي اتّخذت في سبيل تمكين المرأة، التي تعدُّ نصف المجتمع، كان لدينا:

  • تمكين المواطنات، من استخراج وثائقهن الثبوتية دون ولي
  • تمكين المطلقات وأبنائهن، من الحصول على دعم من صندوق النفقة، الأمر الذي سيطبّق بدءًا من 23 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، والقاضي بأن تحصل المطلقات الحاصلات على أحكام قضائية لم تنفذ “لغير عذر الإعسار” على نفقة من الصندوق، وكذلك من صدرت لهن أوامر قضائية ولا تزال مطالبتهن بها منظورة أمام المحاكم.
  • حماية القاصرات، عبر منع تزويج من هي دون سن الـ 17 عامًا، واقتصار ذلك عبر المحاكم المختصة، وأن يتقدم بطلب التزويج الفتاة نفسها أو وليها الشرعي في النكاح أو والدتها.

برنامج التحوّل الوطني 2020 بوابة المرأة إلى المستقبل:

وفتح برنامج التحول الوطني 2020 الباب مجددًا من أجل تعزيز دور ومكانة المرأة في المجتمع السعودي، من خلال برنامج طموح يسعي لرفع نسبة عمل المرأة لنحو 42% بحلول العام 2020، وذلك ضمن إطار أوسع لرؤية المملكة 2030 التي طرحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وتشغل المرأة السعودية في الوقت الراهن نسبة تصل إلى 23% من سوق العمل، بينما يراهن برنامج التحول الوطني على رفع تلك النسبة بحلول عام 2020 إلى 42%.

وتجدر الإشارة إلى أن المرأة السعودية حققت إنجازات محلية وعالمية نتيجة الانفتاح الذي شهدته المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، وموقف القيادة الحكيمة لإعطاء المرأة السعودية حقوقها التي تمكنها من خدمة وطنها على الوجه الأمثل الذي ترتضيه الشريعة الإسلامية، وذلك في مجال الطب والمجال السياسي والدبلوماسي والعمل التطوعي والإنساني وغيرها من المجالات التي اثبتت قدرة المرأة السعودية على اجتياز أصعب المهام الوظيفية.

ريما بنت بندر آل سعود أبرز المدافعات عن تمكين المرأة السعودية:

وتعد الأميرة ريما بنت الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود أبرز السعوديات المدافعات عن تمكين المرأة داخل سوق العمل، إذ اتخذت خطوات جريئة لتمكين المرأة السعودية في العامين الماضيين، أبرزها الإطاحة بمئات الباعة من الرجال من ذوي الخبرة بمتجر “هارفي نيكلز”، لتفسح المجال أمام النساء، ووفرت الإقامة للسيدات في مكان العمل، كما أن شركتها أتاحت للنساء اتخاذ قراراتهن بأنفسهن فيما يخص ارتداء النقاب.

احتلت ريما في أيلول/سبتمبر 2016، قائمة فوربس لأقوى 200 امرأة عربية، وهي القائمة التي تصدرتها النساء السعوديات، باعتبارها رئيسة ومديرة تنفيذية لـ “ألفا إنترناشيونال”، وهي واحدة من الشركات الكبرى المتخصصة في قطاع التجزئة وخاصة في عالم الموضة والأزياء.

مشاركة السعوديات في أولمبياد ريو:

وضمَّ الوفد السعودي المشارك في دورة الألعاب الأولمبية 2016 التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أربع فتيات لأول مرة.

وعادت العداءة السعودية سارة عطار للظهور من جديد، بعد مشاركتها الأولى في أولمبياد لندن، وشاركت لبنى العمير بمنافسات المبارزة، وكاريمان أبو الجدايل في منافسات سباق 100 متر، وجود فهمي في منافسات الجودو لوزن تحت 52 كيلو غرامًا.

ويقودنا هذا إلى تعيين الأميرة ريما بنت بندر نائبًا لرئيس الهيئة العامة للرياضة، لشؤون المرأة، المنصب الذي تتقلّده مواطنة للمرّة الأولى في المملكة، بغية النهوض بالرياضة النسائية، والمجتمعية، ورفع مستوى الوعي الأسري بالعادات الصحية البدنية.