مستنقع دسائس تنظيم الحمدين يبتلع قطر بقرصنة جوية صبيانية !

الإثنين ١٥ يناير ٢٠١٨ الساعة ١٠:٢٣ مساءً
مستنقع دسائس تنظيم الحمدين يبتلع قطر بقرصنة جوية صبيانية !

تصرف غريب وغير مسؤول، وحماقة تتبع حماقات كثيرة عرفناها من قطر، منذ تولّى قيادتها تنظيم الحمدين، وسط الدسائس المتتالية والتدليس على دول الجوار، تأتي اليوم بفعل غير مسبوق، فعل لا يمكن أن يطلق عليه أقل من كونه “قرصنة جوية”.

مستنقع الخيانة:

ولم يكتفِ تنظيم الحمدين، من خلال ما يفتضح يوميًّا عن مؤامراته واعتداءاته ودعمه لجماعات الشر والإرهاب، بأن يلصق ببلاده صورة مستنقع الخيانة، بل يبحث كل يوم عن مستنقعات جديدة من الوحل، ليغرق فيها، ولن يكون آخرها مستنقع الكذب المفضوح والتزييف المكشوف، ليواصل فضح عوراته في أسلوبه لمعالجة أزمته الحادة، وما يعانيه داخليًّا من ضعف وانهيار على كل المستويات، لاسيّما أمام شعبه الذي يستمر في تحميله وزر عارٍ لن يمحوه التاريخ.

ما فعلته قطر، الاثنين 15 كانون الثاني/ يناير 2018، يعتبر استفزازا وتصرفًا مرفوضًا ومهددًا لسلامة وحركة الطيران المدني، حيث من المعروف أنَّ الطائرات المدنية تتخذ مسارات جوية معتمدة من منظمة “الإيكاو”، تضمن مرور الطائرات المدنية فوق الأجواء، بعيدًا عن أيّ خلافات سياسية.

هل ستلاقي معاملة بالمثل؟

وتحدد منظمة “الإيكاو”، الالتزامات والشروط كافة، التي تتخذها الدول لضمان أمن وسلامة الطيران، وفقًا لاتفاقات جنيف لعام 1948، واتفاقية روما لعام 1952 واتفاقية مونتريال لعام 1971 واتفاقية شيكاغو لعام 1944، وإذا ما حدث نزاع يمس أمن وسلامة الطيران، كما في حالة الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب وقطر هنا، يحق للدولة المتضررة، أن تتقدم بشكوى ضد قطر، وعلى الفور تقوم المنظمة ببحثها والتحقيق فيها، وإدانة الطرف المتسبب في الضرر.

ويحق للإمارات، أن تنهج المسار القانوني، لكنها لن تفعل ذلك التزامًا بالمواثيق الدولية المنظمة لسلامة الطيران، لكن في حالة إذا تكرر الأمر فيمكن لها أن تلحق ركابها بطائرات بديلة، تتبع شركات أخرى تكون الإمارات متعاقدة معها، وفق تحالف مشترك، كما يمكن للإمارات أن تنتهج نفس النهج ضد قطر وتلاحق الطائرات القطرية فوق أجوائها، وتلاحق أيضًا الطائرات التابعة لشركات الطيران المتحالفة معها، لاسيّما أن الإمارات تشهد أكبر حركة مرور جوي فوق أجوائها.

نكران للخير السالف:

قطر، بهذا التصرف، أنكرت مكرمة قدمتها لها الإمارات عام 2000، حين وقعت الإمارات مذكرة تفاهم مع قطر، خصصت بموجبها الحكومة الإماراتية جزءًا من إقليمها الجوي، للقوات الأميركية الجوية القطرية، لتدريب الطيارين القطريين، نظرًا لضيق وصغر الأجواء القطرية.

وكانت هذه المذكرة مكرمة إماراتية لا سابق لها في تاريخ العلاقات بين الدول، فنادرًا ما تسمح دولة ذات سيادة بتخصيص أجوائها لتدريبات عسكرية لدولة أخرى، وها هي الدوحة تتنكر اليوم لذلك، متخذة موقفًا طائشًا لا مبرر له من طائرة مدنية إماراتية.

غي متواصل:

يستمر تنظيم الحمدين في غيّه، بمزيد من الاعتداءات والإساءات والأباطيل، بدل أن يلتفت إلى الحقائق لمعالجة ما اقترفته يداه، ويعود عن ظلمه لنفسه وشعبه وأشقائه، متناسيًا أن يوم الظالم ليس بطويل، وأن مستنقع التدليس الذي أغرق نفسه فيه لن يغسل آثامه، بل يزيده وحلًا سيظل يصمه مدى الدهر.

الطائرة المدنية الإماراتية التي هددتها مقاتلات قطرية، لم تخترق ولم تدخل الأجواء القطرية، حسب خط سير الرحلة، وفي حال اختراق طائرة أجواء دولة أخرى، عليها مخاطبتها بالطرق السلمية ثم العسكرية، لكن الطائرة الإماراتية لم تدخل أجواء قطر بتاتًا، فلا تفسير للتعدي السافر الذي قامت به قطر من محاولة تهديد طائرة مدنية، يستقلها مسافرون لا علاقة لهم بالظروف السياسية.

ولمن لا يعرف حقائق مسارات الطيران المدني، والتي أقرّتها الـ”إيكاو”، وفق مقترح الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب، منذ الإعلان عن مقاطعة الدوحة في الـ5 من حزيران يونيو الماضي، فإنَّه فوق 25 ألف قدم من أرض قطر تكون الأجواء تابعة للبحرين، وليس لقطر حق التحكم في هذا المجال الجوي، وهذا شيء متعارف عليه، لكن ما حصل في حقيقته هو تصعيد خطير، وتهديد عسكري بسلامة ركاب مدنيين.

عداء ليس الأول من نوعه:

هذا السلوك العدائي المرفوض من قبل قطر تجاه الطائرات المدنية، بات متكررًا في الفترة الأخيرة، ويعرض سلامة الطيران المدني للخطر، ويحمل تهديدًا على حياة المدنيين.

ولتكرار الموقف مرات عدة، صار يحق للإمارات العربية المتحدة تحديد ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها، ولوقف هذه الخروقات وصد هذه الانتهاكات من قبل دولة قطر.

هل لأنقرة يد في الانتهاك القطري؟

أجمع الخبراء في السياسات الدولية، على أنَّ تركيا تستغل قطر كحصان طروادة لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، لافتين إلى احتمال أن يكون الانتهاك القطري، نصيحة من أنقرة، لاعتراض الطائرة المدنية الإماراتية التي كانت متوجهة إلى مملكة البحرين، لاسيما وأن تميم يجري زيارة إلى تركيا.

وكشف المختصون، عن مؤشرات تدل على أنَّ طائرات “إف 16” التي اعترضت الطائرة المدنية الإماراتية هي طائرات تركية، لافتين إلى أنَّ “أنقرة تسعى إلى الإضرار بمصالح الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، وتستغل سذاجة تنزيم الحمدين في تمرير مخططها”.

ما الهدف من وراء هذه الصبيانية؟

الأهداف من وراء الفعل القطري الصبياني وغير الحكيم، يدلُّ على أنَّ الدوحة تتحرك من منطلق “كبرها- تصغر”، في محاولة منها لتحريك الماء الراكد، الذي أصاب حركة الوساطة الدولية بين الدوحة والرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب.

أما الهدف الثاني لقطر من وراء فعلها الإجرامي، فهو إشاعة الرعب والخوف في نفوس الشعب الخليجي، وإظهار أن حركة الطيران بين الدول الخليجية لم تعد آمنة.

وتسعى الدوحة، إلى إحداث نوع من الإرباك والأزمات في منطقة الخليج العربي، بما يخدم الأجندة التركية والإيرانية على السواء.

إقرأ المزيد