من أروقة الصحة إلى النيابة العامة.. رحلة يومين في حياة ممرضات عبثن برضيعٍ في الطائف تنتهي بالحبس

الجمعة ٥ يناير ٢٠١٨ الساعة ١٢:١٨ مساءً
من أروقة الصحة إلى النيابة العامة.. رحلة يومين في حياة ممرضات عبثن برضيعٍ في الطائف تنتهي بالحبس

قد يتخلى البعض عن إنسانيّته، متناسيًا ما لذلك من أثرٍ في المجتمع، لكنّه أبدًا لن يكون بعيدًا عن العدالة، وهو ما تتلخّص فيه الأحداث المتلاحقة، التي شهدتها قضية “ممرضات يعنفن طفلًا”، بعدما انتشر مقطع عبثهن.

الحادثة، التي بدأت من أحد مستشفيات الطائف، وجدت ردود فعل على المستويات كافة، بداية من إدارة الصحة وصولًا إلى وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، مرورًا بالمجتمع، الذي أبدى سخطًا واسع النطاق، حتى إسدال الستار على الواقعة.

الشارع أول رافض لانتهاك الميثاق المهني:

أروقة مستشفى الطائف، كانت الشاهد على الواقعة، التي حدثت في الثاني من كانون الثاني/يناير الجاري؛ إذ وثّقت الممرّضات اللواتي تخلّين عن إنسانيّتهن، وميثاقهن المهني، بغية زيادة عدد متابعيهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يتوقّعن رد الفعل على ما فعلن.

ونستهل رصد ردود الفعل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ تستعرض “المواطن“، بعض آراء المواطنين، الذين أكّدوا أنَّ “هذا الفعل بعيد جدًّا عن أخلاقيات المهنة، ولا يمت إلى سلوك ملائكة الرحمة بصلة”، لافتين إلى أنَّ “هذه الحادثة، لا يمكن أن تغيّر الصورة الذهنية لديهم عمن يمارس عمله بمهنية وجدية وتفانٍ، دون انتظار كلمة شكر، أو ثناء”.

وشدّد المواطنون، على ضرورة محاسبة “الباحثات عن الشهرة”، وفق تعبيرهم، والتصدي لمثل هذه الممارسات، قبل أن تتفاقم المظاهر السلبية بين الممارسين الصحيين.

صحة الطائف تخطو الخطوة الأولى بكف اليد:

وأعلن المتحدث الرسمي باسم صحة الطائف، عبدالهادي الربيعي، أنّه وفقًا لما تم تداوله من مقطع فيديو لإحدى الممرضات ومشاركة زميلاتها العبث بأحد المواليد، فقد حرصت صحة الطائف منذ انتشار المقطع عبر وسائل التواصل، على الرغم من عدم تحديد موقعه، على التحقق منه، وقد ثبت تصويره داخل مستشفى الأطفال، وعلى ضوء ذلك شكَّل مدير صحة الطائف، صالح بن سعد المونس، في حينه لجنة للتحقيق، توصلت إلى تحديد مجموعة من الممرضات يتوقع مسؤوليتهن عن القضية، وأوصت اللجنة بكف أيديهن عن العمل فورًا مع استكمال التحقيقات للتثبت.

وتعهدّت صحة الطائف، لأسرة الطفل وللرأي العام، في حال ثبوت تورطهن، بإحالة القضية إلى لجنة مخالفات الممارسين الصحيين، لإصدار أشد العقوبات المتاحة والرادعة نظامًا مع إعلان ذلك رسميًّا.

من أروقة الصحة إلى النيابة العامة:

موجة ردود الفعل الغاضبة، لم تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّها انتقلت وتدرّجت في أروقة وزارة الصحة، وصولًا إلى مكتب الوزير، الدكتور توفيق الربيعة، الذي أصدر قراره بفصل الممرضات الثلاث اللواتي تورّطن بهذا الجرم، وسحب الترخيص الصحي منهن، فضلًا عن حرمانهن من ممارسة مهنة التمريض في أي قطاع صحي آخر.

ومن أروقة وزارة الصحة، انتقلت القضية إلى مكتب النائب العام؛ إذ كشفت مصادر “المواطن” أنَّ “الشؤون الصحية في الطائف أحالت الممرضات الثلاث اللاتي ظهرن في مقطع فيديو تعنيف رضيع وإهانته، إلى الجهات الأمنية لاستكمال التحقيق”.

وبيّنت أنَّ “إحدى الممرضات تم إيداعها سجن مسرة العام، بمحافظة الطائف، فيما تم إيداع الأخريين في دار الفتيات بمكة المكرمة”، مشيرة إلى أنَّ “المقطع تم تصويره في فتره آخر الليل منذ ما يقارب أسبوعين فيما ستتجه إحدى ممرضات الطائف الثلاث –تحتفظ (المواطن) باسمها – للقضاء لنقض الحكم القاضي بفصلها من عملها”.

شقيقة إحدى المتّهمات تفجّر مفاجأة:

وبدورها، كشفت شقيقة إحدى الممرّضات الموقوفات على ذمّة قضية العَبَث برضيعٍ، أنَّ المستشفى تجاهل ما لدى أختها من أدلّة في شأن عدم تواجدها وقت تصوير المقطع، مبيّنة أنَّ “أختها خديجة الدوسري، لم تكن موجودة في الحضّانة وقت تصوير المقطع”.

وأوضحت أنَّ “شقيقتي نفت تواجدها وقت العَبَث بوجه رضيعٍ، وتصويره، خلال التحقيق الأولي معها، ولديها شهود على ذلك تجاهلهم المستشفى”، مطالبةً بـ”فحص كاميرات المستشفى؛ لإثبات عدم وجود أختي في هذا المكان وقت تصوير المقطع”، ومشدّدة على أنَّ “التصرف خطأ، لكن الناس كبّرت الموضوع، ولم تنتظر نتائج التحقيق مع شقيقتي”.

وأعلنت أنَّ “الأدلة على شقيقتي خديجة الدوسري، غير كافية لإدانتها، إلا أنّهم أدانوها لأنَّ هناك مَن قال إنَّ “صوت الضحكة في الفيديو هو صوتها”.