ضبابية في حقيقة ما يحدث

من بدأ الاشتباكات ومن المنتصر؟.. اشتعال حرب الفيديوهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

الأحد ١٦ أبريل ٢٠٢٣ الساعة ١١:٤٥ مساءً
من بدأ الاشتباكات ومن المنتصر؟.. اشتعال حرب الفيديوهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
المواطن- فريق التحرير

مع بدء اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في العاصمة السودانية الخُرْطُوم ومناطق متفرقة أخرى، وعلى الرغم من أنه لم يمضِ وقت كبير، إلا أنه طفت على سطح المواقع الاجتماعية، عدة فيديوهات، توثق لحظات القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وكل طرف يعلن انتصاره.

وتتصارع وتتسابق حسابات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تويتر، في نشر فيديوهات وأخبار وصور على مدار اليوم، كلٌّ منهما يؤكد انتصاره وسيطرته على مناطق متعددة وتدمير آلات ومعدات للآخر، وسط ضبابية للموقف وعدم رؤية الحقيقة وما يحدث بشكل واضح.

وعلى الرغم من زيادة وتيرة الاشتباكات بين الطرفين، ووجود خسائر بشرية وفي المعدات والآلات، في صفوف الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أيضًا، إلا أن كلًّا منهما يبث فيديوهات توثق الانتصارات المحققة له على حساب الطرف الآخر في مناطق مختلقة.

حرب الفيديوهات

فخلال اليوم الأحد، نشر الجيش السوداني، مقطع فيديو لاحتفال جنوده بالانتصار وحصد الغنائم تحت عنوان: “احتفال القوات المسلحة بالغنائم التي خلفها متمردو الدعم السريع”.

على جانب آخر نشرت قوات الدعم السريع هي الأخرى، على حسابها الرسمي على تويتر، فيديو يوثق سيطرتها على قيادة اللواء الأول مشاة، ونشرت الفيديو تحت عنوان “قوات الدعم السريع تسيطر على قيادة اللواء الأول مشاة، وتحكم إغلاق كل المنافذ جنوب الخرطوم”.

وتلقى هذه الفيديوهات تفاعلًا كبيرًا، خاصة وأنها تغذي فضول الكثير من الأشخاص الراغبين في معرفة أحدث المستجدات على ساحة المعركة.

تضليل وكذب

الكثير من المختصين والسياسيين وغيرهم من المواطنين العاديين، يرون أن هذه الفيديوهات لا تلقى أي وقع على المشاهدين، وأن هذا النوع من الفيديوهات يستخدم في الحروب كأداة فعالة وخلق الانطباعات الخاطئة في عقول المشاهدين، من أجل تقوية صورة الطرف الذي ينشرها، وإظهاره في أفضل حالاته.

فعلقت إحدى المغردات السودانيات وقالت: “غالبية المعلومات التي يتم الإعلان عنها مضللة والجميع يكذبون، ولا نعلم متى ينتهي ذلك”.

وأكد أحد المغردين أن غالبية الأخبار المتداولة غير صحيحة قائلًا: “ما يتم تداوله عن الأوضاع في السودان أكثر من 95 في المائة منه تضليل وكذب من الطرفين”.

من بدأ الحرب؟

مع بدء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ يومين، وكل طرف يتهم الآخر ببدء الحرب، ليهرب من المسؤولية الأخلاقية والجنائية من جراء ما يحدث من نتائج سلبية تضر بالبلاد.

فاتهم قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، قوات الدعم السريع ببدء المعارك، وقال: إن قوات الدعم السريع، واصفًا إياها بالمتمردين، هي من قامت بالبدء، وأن القوات سعت للسيطرة على مقرات الجيش والمناطق الحيوية فجرًا، إلى جانب أنهم خططوا لتنفيذ عدة اغتيالات.

من جانبه رد قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو الملقب بـ حميدتي، أن قوات الجيش السوداني تسعى للفساد والخراب في بلاده، وهم من تسببوا في ما يحدث من اشتباكات، مؤكدًا أن قائد الجيش السوداني ستتم محاسبته.