جاءت نتاج استراتيجية كبيرة بقيادة الملك وولي العهد

ريادة المملكة كقوة عظمى لم تكن وليدة الصدفة

السبت ١٣ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٠٢ مساءً
ريادة المملكة كقوة عظمى لم تكن وليدة الصدفة
المواطن - فريق التحرير

قالت الكاتبة د. ملحة عبدالله إن ريادة المملكة كقوة عظمى لم تكن وليدة ظروف سياسية أو اقتصادية بالصدفة، وإنما جاءت نتاج استراتيجية كبيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، لما يوليانه لهذا البلد الأمين من جهد وفكر وتفانٍ وإخلاص وحرص على مكانته.

وأضافت الكاتبة في مقال لها بصحيفة “الرياض”، بعنوان “المملكة ورمانة الميزان”: “إن الدور الكبير الذي تبذله المملكة بات جلياً على جميع المحاور السياسية والاقتصادية العالمية، وذلك برؤيتها السياسية وقوتها الاقتصادية وأيضاً بمكانتها الدينية والعقائدية”.

وتابعت الكاتبة، أن المملكة تصدت بذاتها كحائط صد لكل التدخلات الخارجية في وطننا العربي، وكبعد قومي وإقليمي يحفظ لها أمنها وسلامة شعبها، إضافة إلى الحرص الشديد على البعد العربي وهويته.. وإلى نص المقال:

النهضة الحديثة ورؤية 2030

لم تكن المملكة العربية السعودية ببعيدة عن الإصلاح والنهضة الاقتصادية والسياسية على مدار تاريخها منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، لكنها في نهضتها الحديثة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبرؤية ولي عهده محمد بن سلمان -حفظهما الله-، نجد هذا الدور الإقليمي والعالمي الكبير والبارز على كل الصعد. هذا الدور الذي عمل على التوازن العالمي والإقليمي في خضم ما يحدث من تفاعلات وصراعات عالمية وعربية، وفيما لحق بالأمة العربية جراء ذلك القلق وتلك الثورات والثورانات التي جعلت الأمة العربية جُلها على المحك.

المملكة رمانة الميزان

ففي هذا الصدد نجد أن التقارب الإيراني السعودي، وفتح السفارات في كلا البلدين، يمهد للكثير من الترابط الإقليمي على جميع المحاور وسد ثغرات كانت تثير القلق في المحيط العربي بأكمله، ويستغلها المغرضين، ثم إننا نجد في هذه الأيام أن الجمهورية العربية السورية تعود للحاضنة العربية بعروبتها لغة وعقيدة وهوية، ككل لا يتجزأ من أمتنا العربية وحضارتها العريقة وتاريخها التليد. كما أن هذا الدور الذي أدته المملكة وبكل اقتدار فيما حدث في السودان سواء على مستوى الإغاثة والإجلاء وتأمين النازحين بالرحلات المتوالية وبحب كبير وضيافة عهدناها من شعب سعودي مضياف كريم حتى يصل كل إلى موطنه بسلام. فأصبح جلياً أن المملكة وبهذا الدور البارز أمام العالم تضع قدميها على مرتكزات لتصبح رمانة الميزان على جميع الصعد.

لم يكن ذلك بداع الشوفونية أو الاستعراض بل كان بقدر ما تحمله المملكة من إرث قبلي حمل في جيناته القيادة والمروءة والعزة والكرامة التي تؤثر بها الآخرين، تحمل معها غصن الزيتون في يد وفي اليد الأخرى الغذاء والدواء والسلام والحب الذي آلته على نفسها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.

إن هذا الدور الكبير الذي تبذله المملكة بات جلياً على جميع المحاور السياسية والاقتصادية العالمية، وذلك برؤيتها السياسية وقوتها الاقتصادية وأيضاً بمكانتها الدينية والعقائدية، حيث تصدت بذاتها وبكل ما ذكر كحائط صد لكل التدخلات الخارجية في وطننا العربي، وكبعد قومي وإقليمي يحفظ لها أمنها وسلامة شعبها، إضافة إلى الحرص الشديد على البعد العربي وهويته.

فإذا نظرنا إلى موقفها الثابت في اليمن وحكومته الشرعية على مدار السنوات الماضية، وذلك الصراع الذي عصف باليمن أو كاد، فسنجد أنها قد حمت -ليس اليمن فحسب- وإنما المنطقة كلها من انفجارات سياسية عنيفة ومن التدخلات الخارجية، وهذا أهم ما في الأمر، وهو نابع من إيمانها القوي بعروبتها وبقوتها الصلدة أمام أي تدخلات.

المملكة بلد الأمن والأمان

فعلى الرغم مما قرأناه وما سمعناه من جُل المحللين السياسيين ومن نافخي الكير على مدار هذه السنوات من آراء معادية أو مستنكرة آو نكرة، إلا أنها مضت قدماً حتى يتحقق الاستقرار لليمن وشعبه الشقيق، وقد تجلى ذلك في العديد من الاستضافات والمشاورات والتي شارك فيها ما يربو على الثمانمائة يمني على أقل تقدير من مختلف المكونات والطوائف والمفكرين السياسيين، ولم يقف الأمر عند هذا الأمر بل امتد إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية واستضافة الأفراد على الأرض السعودية بعيش آمن كأحد أبناء هذا الوطن.

وفي السياق نفسه نجد التقارب السياسي والاقتصادي بين تركيا والمملكة بعد أن نُفخ في الكير بين البلدين حتى وصل الأمر إلى حد غير مستقر أو يكاد، إلا أننا نجد -وبحكمة قادتنا- هذا الدور التقاربي من رأب الصدع بين تركيا والمملكة في مناخ ودي سياسي متقارب، نابذاً كل صرخات العنف والتباعد وحرصاً على دور المملكة وريادتها وتفادياً للتصدعات التي قد تحبذها بعض الأطراف الخارجية، فقد تم هذا الاتفاق على إعادة تفعيل الإمكانات الاقتصادية الكبيرة بين البلدين من خلال فعاليات تجمع المستثمرين من الجانبين. وامتد هذا الجهد الريادي السعودي العالمي بالغ الأثر في نسج خيوط التعاون بالغ الأثر إلى باكستان، والذي قوى من أواصر هذا التعاون الذي تمتد جذوره إلى عقود عتيقة بين باكستان والمملكة، لكن القيادة الحكيمة قد أدركت -وفي ضوء هذا التكتل العالمي– أنه كان لزاماً عليها توطيد هذه الأواصر وتدعيمها بالتعاون الاقتصادي والسياسي والتنموي على جميع الصعد.

روابط تنموية وسياسية

كما أن تقوية الروابط التنموية والسياسية بين المملكة والصين لم يكن غائباً عن الخارطة التفاعلية السعودية العالمية، مما يشكل دعماً كبيراً لكلا البلدين على الخارطة السياسية. هذا التوازن الذي أحدثته المملكة في المحيط العالمي ظهر في قوتها الاقتصادية أيضاً، خاصة بعد حرب أوكرانيا وما آلت إليه الحرب الروسية الأوكرانية من أزمات في الغذاء وفي الطاقة حتى اشرأبت الأعناق نحو المملكة فيما اتخذته أو ما سوف تتخذه.

المملكة قوة عظمى

لم تكن هذه الريادة وهذه القوة العظمى للمملكة وليدة ظروف سياسية أو اقتصادية وبالصدفة، وإنما جاءت نتاج استراتيجية كبيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- لما يوليانه لهذا البلد الأمين من جهد وفكر وتفانٍ وإخلاص، وحرص على مكانة المملكة العربية السعودية ونهضتها الحديثة واستقرار شعبها العاشق لتراب أرضه وقادته.