حقوقي برتغالي لـ “المواطن”: غوتيريس فشل في الدبلوماسية الوقائية ولم يضطلع بدوره بحيادية

الجمعة ١٣ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٧:٥٠ مساءً
حقوقي برتغالي لـ “المواطن”: غوتيريس فشل في الدبلوماسية الوقائية ولم يضطلع بدوره بحيادية

على الرغم من أنَّه مطالب بالاضطلاع بدور “الحكم” في النزاعات بين الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة، إلا أنَّ الأمين العام الحالي أنطونيو غوتيرس، فشل في الحفاظ على الحيادية، ولم يلتزم بمعايير تقصي الحقائق الضرورية، لإصدار أحكام تقوّض تحرّكات شرعية، بنيت على قرار أممي بالأساس.

وأبرز الحقوقي الدولي هيرنانديز إيسكوبار، في تصريح خاص لصحيفة “المواطن“، أنَّ “الميثاق الأممي، يصف الأمين العام بأنه المسؤول الإداري الأول للمنظمة، وهو بطبيعة الحال أكثر من ذلك بكثير، فالأمين العام، الذي يتساوى في كونه دبلوماسيًا وناشطًا، مع كونه مُوفّقا ومشجّعًا، يُعتبر لدى المجتمع العالمي رمزًا للأمم المتحدة ذاتها”، مشيرًا إلى أنَّ “المهمة تحتاج إلى قدر كبير من النشاط والحساسية والخيال، وهي صفات يجب أن يضيف إليها الأمين العام إحساسًا بالتفاؤل لا يتزعزع، أي الإيمان بأنَّ المُثُل العليا المُعبّر عنها في الميثاق يمكن أن تتحول إلى واقع ملموس”.

وأوضح أنَّ “الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، لم يتعامل بدبلوماسية، إثر تسريب قائمة حقوق الأطفال، التي تناقش في 31 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وتتضمّن اسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، إذ إنّه لم يعتمد على تقارير من خبراء أممين معتمدين، فضلاً عن كون التقارير تمَّ تفنيدها كافة، بالدلائل والإثباتات، التي ينشرها التحالف أولاً بأول، وتصل إلى الأمم المتّحدة والمنظّمات ذات العلاقة، ويتم الاطّلاع عليها دوريًا”.

وأشار إيسكوبار إلى أنَّ “القرار الأممي، في حال اتّخاذه، يأتي معارضًا لقرار مجلس الأمن بشرعية تدخل التحالف العربي في اليمن، بغية إنهاء التمرّد، الذي قادته ميليشيات طائفية، وجودها في سدّة الحكم يعني استنساخًا للتجربة العراقية، بعد سقوط نظام صدام حسين، التي موّلتها وأدارتها طهران، وأدّت إلى انهيار مجتمعي واسع النطاق، فضلاً عن انتشار الإرهاب في المنطقة، جراء ذلك، نتيجة للتفرقة العنصرية، ما يؤكّد أنَّه يغفل المجرمين الحقيقيين في اليمن، فضلاً عن الصورة المتخبّطة التي يعكسها قراره تجاه القضايا الدولية الحساسة”.

وبيّن الحقوقي البرتغالي، العضو في هيئة محامي الأمم المتّحدة، في حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “العمل الذي يضطلع به الأمين العام ينطوي على قدر من التوتر الطبيعي، الذي ينبع من تعريف الميثاق لوظيفته، فالميثاق يخول له أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدّد السلام والأمن الدوليين. كما يطلب منه أن يقوم بالوظائف الأخرى، التي يوكلها إليه مجلس الأمن والجمعية العامة وهيئات الأمم المتحدة الرئيسة الأخرى. وعلى هذا فإن الأمين العام يعمل بوصفه متحدثًا باسم المجتمع الدولي وخادمًا للدول الأعضاء، بيد أنَّ غوتيرس فشل في تحقيق الاتّزان في ذلك، منذ تولّيه منصبه مطلع 2017”.

ولفت إلى أنَّ “الأمين العام يستخدم مكانته وحياده، اللذين يترجمان إلى ما يطلق عليه مساعيه الحميدة، لصالح الدبلوماسية الوقائية، لمنع نشوء المنازعات الدولية أو تصاعدها أو انتشارها، إلا أنَّ غوتيريس لم يتمكّن من ممارسة تلك الدبلوماسية الوقائية، ووجّه الاتّهام، إلى هيئة تستمد شرعيتها من قرار أممي، غافلاً عن ممارسات المتمرّدين في اليمن، التي ترتقي إلى جرائم الحرب الحقيقية، والتي تسببت بانتشار الأوبئة والأمراض، فضلاً عن حصار المدن اليمنية، وزرع الألغام في شوارعها، وما تسبب به ذلك من خسائر بشرية كبيرة”.

وأضاف إيسكوبار، في ختام حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “الميثاق الأممي، لم يحدد آلية لعزل أمين المنظّمة العام، أو سحب الثقة منه، إلا أنَّ بعض الدول الأعضاء، لها القدرة على منع استمراره لفترة ولاية ثانية، عبر استخدام حق النقض (الفيتو)، الذي لم يعرفه تاريخ الأمم المتّحدة، إلا مرّة واحدة، عقب فترة ولاية الأمين العام المصري آنذاك بطرس غالي، الذي كان يتمتّع بنهج مستقل، لم تتمكن الدول الأعضاء، من توجيهه نحو مصالحها، ما أثار حفيظة القوى الكبرى”.