قدمت مبادرات نوعية وحلولًا عملية لمواجهة التغير المناخي

السعودية قائدة التحول في مواجهة التغير المناخي

الأحد ٤ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ٥:٠١ صباحاً
السعودية قائدة التحول في مواجهة التغير المناخي
المواطن - منى الحربي

يمثل التغير المناخي تحديًا كبيرًا للاقتصادات في جميع أنحاء العالم، لما يتسببه في زيادة التكاليف المتعلقة بالطاقة والبنية التحتية، كما يؤثر التغير المناخي على الإنتاج الزراعي وجودة المحاصيل، مما يؤدي إلى تقليل الإنتاج الزراعي وزيادة المخاطر الغذائية، بالإضافة إلى أن التغير المناخي يؤثر على الصحة العامة وتكاليف الرعاية الصحية.

ويعتبر المختصون أن الثورة الصناعية التي تعود إلى القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وتميزت بتحول جذري في الإنتاج والتصنيع والتكنولوجيا أسهمت في زيادة التغير المناخي بشكل كبير، من خلال استهلاك الموارد الطبيعية والانبعاثات الغازات الدفيئة وتغير استخدام الأراضي.

تغير مناخي

ومع تسابق الدول لإيجاد حلول تواجه بها التغير المناخي، حرصت المملكة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومكافحة التغير المناخي، وذلك من خلال اتخاذ العديد من المشاريع والمبادرات للتعامل مع قضايا التغير المناخي وتحقيق الاستدامة البيئية، كما لعبت المملكة دورًا مهمًا في مجال الطاقة المستدامة على المستوى الإقليمي والعالمي في المستقبل.

مبادرات نوعية تطرح حلولًا للتغير المناخي

وحرصًا من المملكة للتصدي للتغير المناخي كانت قد اتخذت خطوات تساهم بالحفاظ على البيئة، حيث تبنت ما يزيد على 53 مبادرة للحد من التغير المناخي، يفوق حجم استثماراتها 185 مليار دولار، منها “مبادرة البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة” وبناء واحد من أكبر مراكز العالم في إنتاج الهيدروجين الأخضر في مدينة “نيوم”.

كما كانت الرياض قد أطلقت مبادرتي “السعودية الخضراء” و “الشرق الأوسط الأخضر” حيث سعت من خلال مبادرة” السعودية الخضراء” إلى تحقيق أهداف الاستدامة في المملكة من خلال الإشراف على جميع الجهود وتوحيدها لمكافحة تغير المناخ تحت مظلة واحدة وبأهداف واضحة، كما تهدف المبادرة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030 وتسريع رحلة الانتقال الأخضر للمملكة والحد من تداعيات تغير المناخ، كما تسعى “السعودية الخضراء” إلى زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة، وتلتزم بإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي واستعادة المساحات الخضراء الطبيعية في المملكة، كما هدفت المملكة من خلال مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” إلى توسيع التعاون الإقليمي وإنشاء بنية تحتية كفيلة بخفض الانبعاثات وحماية البيئة.

وتسعى المملكة بحلول عام 2030م، إلى تحويل 30% من مساحاتها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية، وزراعة أكثر من 600 مليون شجرة، و من ضمن مشروعات المملكة لحماية البيئة مشروع المحميات الملكية وهو مبادرة هامة تهدف إلى حماية وإدارة التنوع البيولوجي والثقافي والتاريخي في المملكة.

مشاريع تنموية لتعزيز الطاقة المستدامة

وبهدف تحقيق دور حاسم في التغير المناخي ساهمت المملكة في تنويع مصادر الطاقة وتحقيق التحول في مجالها، وفق رؤية 2030 والتي أرست جهود التحول الاقتصاد السعودي والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، حيث قامت بتسريع وتيرة تطوير وتبني تقنيات ومصادر الطاقة النظيفة، بهدف إدارة الانبعاثات من المواد الهيدروكربونية، و قدّمت المملكة استراتيجية طاقة متجددة تستهدف توليد 50٪ من احتياجاتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وتستثمر في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية، إلى جانب أنها ساهمت في تطوير تقنيات للحد من انبعاثات الكربون من قطاع الفحم.

كما أنشأت مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة بوزارة الطاقة والمختص بدراسة وإدارة قطاع الطاقة المتجددة في المملكة، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية للمساهمة في بناء هذا القطاع وتشريع أنظمة ومتطلبات توصيل مشاريع الطاقة الشمسية المتوسطة والصغيرة بالشبكة السعودية للكهرباء من خلال هيئة تنظيم الكهرباء.

ومؤخرًا شارك (صندوق التنمية الوطني) في تمويل أحد أكبر مشاريع إنتاج الطاقة المتجدّدة (الكهروضوئية) في العالم والأكبر في المملكة.