نيويورك تايمز: جامعة كاوست قد تغير وجه الحياة على الكوكب

الخميس ٧ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٤:٤٨ مساءً
نيويورك تايمز: جامعة كاوست قد تغير وجه الحياة على الكوكب

مياه البحر المحلاة، هي شريان الحياة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا،  هذا ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز التي سلطت الضوء على الجهود المبذولة من قبل العلماء، والتي وصفتها بأنها قد تغير وجه الحياة على الكوكب.

وقالت الصحيفة إن مياه البحر الأحمر المحلاة، يتم توصيلها بمباني المعامل المتلألئة بالحرم الجامعي، والمتاجر، والمطاعم، حول الجامعة، وهي تروي أشجار النخيل التي تصطف في الشوارع النظيفة، وحقول العشب في الملعب الرياضي المؤلف من 5000 مقعد، وحتى أحواض السباحة المليئة بمئات الآلاف من الغالونات منه.

وواصلت: “توفر تحلية المياه كل المياه العذبة في الجامعة، أي ما يقرب من خمسة ملايين جالون يوميًا، لكن هذا الرقم هو مجرد جزء صغير من إجمالي إنتاج المملكة العربية السعودية”.

ندرة المياه في العالم:

 خارج جدران الجامعة، تشكل المياه المحلاة نحو نصف إمدادات المياه العذبة في المملكة، وهي واحدة من أكثر المناطق التي تواجه مشكلة ندرة المياه العذبة على وجه الأرض.

يُنظر إلى تحلية المياه في جميع أنحاء العالم على أنها إجابة محتملة لمشكلات كمية المياه وجودتها التي ستزداد سوءًا مع النمو السكاني العالمي والحرارة الشديدة والجفاف المطول المرتبط بتغير المناخ.

وقال منصور قادر، عالم البيئة في برنامج المياه والتنمية البشرية بجامعة الأمم المتحدة: “إنه حل جزئي لندرة المياه، هذه الصناعة سوف تنمو  في السنوات الخمس إلى 10 المقبلة، وسنرى المزيد والمزيد من محطات تحلية المياه”.

المملكة تحتل الصدارة:

تحتل المملكة العربية السعودية وبلدان أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مركز الصدارة في هذا النمو، حيث يتم التخطيط لإنشاء مشاريع تحلية مياه جديدة كبيرة. 

على الرغم من الإمداد غير المحدود من مياه البحر، فإن المياه المحلاة لا تزال تمثل 1% من المياه العذبة في العالم، والمملكة وحدها مسؤولة عن خُمس الإنتاج العالمي، وعلى ذلك، فإن جهود علماء جامعة الملك عبد الله، قد تغير يوما وجه الحياة على الكوكب، بالمساهمة في حل واحدة من أكبر المشكلات التي تؤرق العالم، وهي ندرة المياه.

مشاكل ومعوقات:

مشكلة هذه المشاريع هي أنها باهظة الثمن، لأنها تتطلب كميات هائلة من الطاقة؛ بالإضافة إلى أنه يجب بيعها بأسعار معقولة، لذلك حاليا تقتصر تحلية المياه إلى حد كبير على البلدان الأكثر ثراءً، خاصة تلك التي لديها أنواع كبيرة من الوقود الأحفوري وإمكانية الوصول إلى مياه البحر؛ لذلك فلا عجب أن المملكة رائدة في مجال تحلية المياه، وهناك فهم واسع النطاق بأنها يجب أن تكون بأسعار معقولة و مستدامة، وهو ما يهدف مهندسو جامعة الملك عبدلله إليه.

وهناك تكاليف بيئية لتحلية المياه أيضًا، في انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن كمية كبيرة من الطاقة المستخدمة، وفي التخلص من المحلول الملحي، والتي بالإضافة إلى كونه مالح للغاية، فهو يضم مواد كيميائية معالجة سامة.

وقال نور الدين عبدالغفور، الباحث في مركز تحلية المياه وإعادة استخدامها في الجامعة: “نحاول تطوير عمليات جديدة، تستهلك طاقة أقل، وتكون صديقة للبيئة”.

الطاقة المتجددة:

تستخدم هذه الصناعة الكثير من الكهرباء، ففي عام 2009، قدّر وزارة المياه والكهرباء ، أن ربع إجمالي النفط والغاز المنتجين في البلاد يستخدمان لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه العذبة، مع ذلك يمكن الاستعانة بمصادر أخرى بما في ذلك الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو أشكال أخرى قابلة للتجديد.

وتلتزم المملكة، بتوسيع جهودها في مجال الطاقة المتجددة، كجزء من خطتها لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد بحلول عام 2030، ولكن لا تزال الجهود المبذولة للجمع بين الطاقة المتجددة وتحلية المياه في مراحلها الأولى، حيث ستحتاج محطات تحلية المياه إلى مصادر طاقة تقليدية في الليل أو عندما تكون الرياح خفيفة.